بحلول يوم 15 شتنبر، تكون عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى قد بلغت منتصف المدة، مستمرة بذلك في تجميع المعلومات من الأسرة المغربية، حتى الثلاثين من الشهر الجاري.
عملية هيَ ذات طابع استراتيجي، تأتي تنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس، وانسجاما مع توصيات لجنة الإحصاء التابعة للأمم المتحدة، تم فيها تعبئة 55 ألفا من الموارد البشرية بين باحثين ومراقبين ومشرفين جماعيين.
أرقام
يشكل حاملو الشهادات والطلبة نسبة 60% من هؤلاء، كما أن 32 بالمائة منهم من نساء ورجال التعليم، بينما يشكل موظفو الإدارات والمؤسسات العمومية والعاملون في القطاع الخاص والمتقاعدون من الوظيفة العمومية نسبة 8%.
كما تم اقتناء 55 ألف لوحة رقمية، بتمويل مشترك مع وزارة التربية الوطنية، ستستخدم لاحقًا في تعزيز مشروع المدرسة الرقمية.
كما تتكون الوسائل المادية واللوجيستيكية الأخرى المعبأة لإنجاز الإحصاء من 55.000 من مستلزمات الإحصاء (محفظة، بادج، قبعة، معدات التكوين، إلخ.)، و350 مركزا للتكوين وتخزين اللوحات، و90 مركزا لتخزين المستلزمات، و7.000 سيارة وسائق.
وتقدر ميزانية الإحصاء بـ 1,46 مليار درهم، 67% منها موجهة لتعويضات المشاركين،؛ و20 بالمائة للوسائل المادية واللوجيستيكية، و13 بالمائة للوسائل التكنولوجية.
انتقادات
طال العمليةَ منذ بدايتها انتقادات على أكثر من صعيد، خصوصا التكلفة الإجمالية التي بلغت مليارا و460 مليون سنتيم، حيث طالب فاعلون جمعوين ومراقبون بتدخل البرلمان والحكومة من أجل مراقبة صرف هذا الغلاف المالي الضخم، سواء ما يهم صفقات اقتناء المعدات، أو كراء وسائل النقل، أو الحملات الإعلانية.
وطالت الانتقادات خصوصا ظفرَ شركة خاصة بعينها بصفقة الإشهار، بمبلغ ضخم جدا، دون أن يكون هناك تأكيد على وصولها إلى كافة المناطق وشرائح المجتمع.
على صعيد آخر، أبدت الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، امتعاضها مما اعتبرته “تهميشا وإقصاء للغة الأمازيغية”، في عملية الإحصاء، معتبرة، في بلاغ لها، أن نتائج الإحصاء العام، المتعلقة بالتنوع اللغوي والثقافي في المغرب "لا يمكن اعتمادها لإعداد سياسات عمومية لغوية وثقافية دقيقة".
وتضيف الجمعية أن ممارسات المندوبية السامية للتخطيط “تعبر عن إقصاء ممنهج للأمازيغية، وهو الأمر الذي ظهر جليا خلال التحضير لعملية الإحصاء، حيث لم يتم استحضار اللغة الأمازيغية كلغة رسمية".
ومن الأمازيغية إلى مغاربة العالم، وجه رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، إدريس السنتيسي، سؤالا إلى رئيس الحكومة حول عدم إدراج مغاربة العالم في الإحصاء العام، مذكرا بالأهمية الاستراتيجية للإحصاء في تحديد السياسات العامة والعمومية.
كما تساءل السنتيسي، ضمن سؤال كتابي وجهه لرئيس الحكومة، عن أسباب عدم حصر أعداد المغاربة المقيمين بالخارج وتشخيص أوضاعهم وتطلعاتهم، مما قد يؤدي إلى تهميشهم في مسار التنمية الوطنية.
حوادث
كانت أغرب حادثة شهدتها عملية الإحصاء لحد الآن، هي ضبط عناصر الأمن بطنجة، في الأيام الأولى للعملية، سائق سيارة تابعة للمندوبية الجهوية للتخطيط، مخصصة للإحصاء، وهو يمارس النقل السري باستعمال تطبيق للنقل.
عناصر الأمن أوقت السائق، حينها، بعد قيامه بمحاولة نقل مسافرين من المطار بمقابل مادي، بواسطة السيارة، وذلك بعد أن أبلغ أحد سائقي سيارات الأجرة في المطار عناصر الأمن، ليتم اكتشاف أنه يقود السيارة كنقل سري، حيث تم نقل السائق والسيارة الى مصلحة الدائرة 12 بالمدينة ، وإنجاز محضر رسمي بالواقعة.
وفي حادثة أخرى، قام أحد الأشخاص المشاركين في الإحصاء بمحاولة الاستحواذ على اللوحة الالكترونية الخاصة بالعملية والاكتفاء بهاتفه النقال للقيام بعملية طرح وتدوين معطيات المواطنين.
وقام الشخص المعني بسحب شريحة الاتصالات من اللوحة الالكترونية، ووضعها في هاتفه بهدف الاكتفاء بهذا الأخير في عمله، والاحتفاظ بالحاسوب اللوحي فيما بعد، مدعيا سرقته منه.
لكن، بعد أن باشرت مصالح الأمن تحقيقاتها وأبحاثها تم التوصل إلى الحقيقة، وجرى الاستماع إلى المعني واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
طرائف
أغلب الطرائف المرتبطة بالإحصاء يتداولها أصحابها في مواقع التواصل الاجتماعي، ويصعب فعلاً التأكد من صحتها، ومن بينها أن إحدى المشاركات في الإحصاء فوجئت عند دخولها أحد البيوت أنها أمام زوجها وزوجته الثانية.
ويحكي أحد المشاركين أيضا في تدوينة على فيسبوك "ليوما كنت نازل فواحد زنقة باش نحصي الأسر ديالها واحد اللحظة جا عندي واحد الراجل كيجري وكيغوت عليا بقا ليه غي السبان".
يضيف الرواي "تجمعوا الناس حاولت نفهم غي المشكيل، ساعة هو مخلصش فاتورة الكهرباء شهرين وجاو قطعوا عليه الضو ومنين شافني الكاسكيطة والكارطابل إسحابليه أنا لي قطعت الضو عليهم، وبدا كيقول غي دق وعلمنا قبل ما تقطع الضو.. واحد اللحظة هو يدوز السيد لي كيقطع الضو لي خدام مع المكتب الوطني للكهرباء، وغي شافو الراجل مشا شنق عليه وخلاني".